البطل
إنها المباريات الخاصة بفئة الـ 68 كيلوغرامًا. وفي مسابقات المعاهد، هزم إبراهيم كل منافسيه واحدًا تلو الآخر إلى أن تأهّل لنصف النهائيات، ولو ربح هذه الجولة لربح البطولة. في تلك السنة، وعلى الرغم من أنّ إبراهيم قد تمرّن واستعد جيدًا، وهزم منافسيه بكل قدرة وقوة، لم يلعب كما يجب في نصف النهائي، فنال المرتبة الثالثة. بعد سنوات، جاء ذلك الشاب الذي هزم إبراهيم في نصف النهائيات إلى فرقة «أندرزكو» في الجبهة، لرؤية إبراهيم. أمضى تلك الليلة عندنا، وبدأ يخبرنا عن ذكرياته مع إبراهيم وكنا جميعًا نستمع له. إلى أن وصل إلى قضية لقائه الأول ومعرفته بإبراهيم: «تعود رفقتنا إلى نصف النهائيات في مباراة المعاهد في المصارعة، في فئة الـ 74 كيلوغرامًا حيث كان من المفترض أن أتبارى مع إبراهيم». ولكن كلما كان يريد أن يخبرنا عن تلك الحادثة، تدخّل إبراهيم وغيّر الموضوع. ولم نستطع أن نعرف ما القصة. في اليوم التالي، حين أراد ذلك الشاب الرحيل، لحقته إلى الجادة، وسألته: «هل يمكنك أن تخبرني ما حصل في جولة المصارعة تلك؟». نظر إليّ ثم تنهّد بعمق وأخبرني: «في تلك السنة، كان من المفترض أن أتبارى مع إبراهيم في نصف النهائيات، لكن أصيبت إحدى قدميّ بشكل جدّي. لم أكن أعرف إبراهيم يومها، لكنني قلت له: يا أخي، أصيبت قدمي هذه، راعِ وضعنا قليلًا؛ قال لي إبراهيم يومها: على عيني، يا رفيقي. شاهدنا مباراته. كان أستاذًا في المصارعة. على الرغم من أن ضربات إبراهيم الفنية ترتكز على ضرب القدم، لكنه لم يقترب من قدمي أبدًا. لكنني وبكل نذالة رميته أرضًا ووصلت إلى النهائيات بعد فوزي عليه. كان باستطاعة إبراهيم الفوز بالبطولة وبكل سهولة، لكنّه لم يفعلها. أنا أعتقد أنه سمح لي بالفوز عن سابق إصرار وتصميم، ولم ينزعج أبدًا من خسارته، لأنّ لديه فهمًا وتعريفًا آخر لـ«البطل»، لكنني كنت سعيدًا جدًّا بفوزي، وازدادت سعادتي عندما قابلت، في المباراة النهائية، أحد أبناء حيّنا وكنت أعتقد أن الجميع لديه شهامة أبرام. قبل المباراة، قلت لخصمي إنّ قدمي مصابة، لكن للأسف كانت ضربته الأولى على هذه القدم، فصرخت من شدة الألم، ثم رماني أرضًا وفي النهاية فاز عليّ. في تلك السنة حللت في المرتبة الثانية، وكان إبراهيم الثالث مع أنني متيقّن أنه كان يستحق البطولة. منذ ذلك الوقت، صرنا أصدقاء، ورأيت منه العجائب، وها أنا أشكر الله على هذا الصديق الذي رزقني الله إياه». حين أنهى كلامه، ودّعني ورحل. عدت أنا أيضًا. كنت طيلة الطريق أفكر بكلام هذا الشاب. تذكّرت مقر «جيلان غرب» حيث طُلب من الشباب أن يكتبوا على أحد الجدران جملة لكل فرد منا، كانت الجملة التي كتبوها لإبراهيم: «إن إبراهيم هادي مقاتل بصفات «بوريا الولي»»[1].
[1]- شخصية من التراث الإيراني، لعارف وبطل رياضي في الرياضة التراثية الإيرانية، عرف بقدرته البدنية، وإيمانه وحبه للإمام علي(عليه السلام), ونصرته للفقراء والمظلومين.