عودة الإمام
بعد التنسيق، من بين الفرق الخاصة بحماية الإمام، أوكلت إلينا مسؤولية إحدى الفرق الخاصة بحماية الإمام. وبات من المفترض أن تحضر مجموعتنا ونحن مسلّحون - في الثاني عشر من بهمن/1 شباط - في أحد الشوارع المؤدية إلى المطار. لا يمكن أن أنسى مشهد وصول السيارة التي تقل الإمام الخميني. كان إبراهيم كالفراشة التي تدور حول شمع وجود الإمام. بعد مرور السيارة، جمعنا الشباب وانطلقنا مع إبراهيم إلى «مقبرة جنة الزهراء». أوكل إلينا أمن المدخل الأساس لـ«جنة الزهراء» لجهة جادة قم. وقف إبراهيم بالقرب من المدخل، لكنّ قلبه وعقله في «جنة الزهراء» حيث يلقي الإمام خطابه. كان إبراهيم يكرّر للشباب: «جاء صاحب هذه الثورة، ونحن مطيعون له. كل ما يقوله الإمام يجب أن يُنفّذ». منذ ذلك اليوم نسي إبراهيم النوم والطعام. خلال عشرة الفجر، مرّت أيام لم يعرف أحدنا أي خبر عن إبراهيم. إلى أن رأيته في التاسع من شباط سألته مباشرة: «أين كنت يا عزيزي أبرام؟»، سكت قليلًا ثم قال: «في الأيام القليلة السابقة، كنا نسعى أنا وعدد من الشباب للتعرّف إلى هوية الشهداء المجهولين. لم يوجد غيرنا ليتابع وضعهم لدى الطبيب الشرعي». لكن في الليلة الحادية عشر من شباط[1]، كان إبراهيم وعدد من شباب الحي مضافًا إلى عناصر الشرطة المنشقّين يستعدون للسيطرة على مركز الشرطة في الحي. تمّت السيطرة على المركز الـ14 للشرطة، والتحقنا بدورية مع الشباب في الحي. في صباح اليوم التالي، أُعلن خبر انتصار الثورة عبر الإذاعة الرسمية. كان إبراهيم، لأيّامٍ عدّة، يذهب مع قاسم إلى مدرسة «الرفاه» حيث صار من مرافقي الإمام. بعدها ذهب إلى سجن «قصر» وصار لمدة قصيرة حارسًا هناك. ثم ساعد شباب اللجنة[2] في عملهم لكنه لم ينخرط رسميًا معهم.
[1] - أي، ليلة انتصار الثورة.
[2] - قبل تأسيس الحرس الثوري، كان عبارة عن لجان في المناطق. كما كان يطلق على شباب الحرس، شباب اللجان.