التصرُّف مع السارق
كنا جالسين في الغرفة، ولدينا ضيوف. بعد دقائق، سمعنا ضوضاء وصراخًا أمام البيت. نظر إبراهيم من النافذة في الطابق الثاني، كان أحدهم يسرق الدراجة النارية لصهري ويلوذ بالفرار. هتف إبراهيم: «أمسكوه، لص». ثم نزل بسرعة نحو الباب وركض خلف اللص. ما إن تقدم بضع خطوات، وإذا بأحد الشباب يدفع بقدمه الدراجة النارية فتقع ويرتمي اللص على الأرض. سقطت إحدى القطع الحديدية من الدراجة النارية على الأرض، وتسبّبت بجرح يده وبدأ الدم يسيل. ما إن وصل إبراهيم ونظر في وجه السارق الخائف المرعوب، رفع الدراجة النارية وقال له: «اركب». في ذلك اليوم، اصطحب إبراهيم ذلك الشاب على تلك الدراجة النارية إلى المستوصف ليعالج يده. كانت أعمال إبراهيم عجيبة. في الليلة ذاتها أيضًا، ذهبا معًا إلى المسجد. بعد الصلاة، تحدّث إبراهيم كثيرًا مع ذلك الشاب حول السرقة والمال الحرام فقال الشاب: أعرف كل هذا، لكن لا عمل لديّ، ولي زوجة وأولاد أتيت بهم من منطقة بعيدة إلى طهران. إنني مجبر على القيام بهذا العمل». بعدها تكلّم إبراهيم مع أصدقائه ومع عدد من المصلّين فجاء إليه وأخبره: «الحمد لله لقد تأمّن العمل». ثم أعطاه مبلغًا من المال وقال له: اطلب من الله أن يساعدك. اطلب الرزق الحلال دومًا. إن المال الحرام يحرق الحياة، أما المال الحلال حتّى لو كان قليلًا، فيه بركة كثيرة».