حلّال المشاكل

سُئل الرسول الأكرمP أيُّ المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: الذي يجاهد بنفسه وماله[1]

حدّثنا القائد «محمد كوثري»[2] خلال عرض ذكرياته مع الشهيد إبراهيم قال: «في أيام الحرب الأولى، في «سربل ذهاب» قلت لإبراهيم: «يا أخي إنّ راتبك جاهز، يمكنك تسلّمه متى تشاء».أجابني بهدوء: متى ستذهب إلى طهران؟ - بعد يوم أو يومين. - سأكتب لك عناوين، حين تصل طهران، وزّع راتبي على هذه البيوت. قمتُ بما طلبه منّي. وعرفتُ بعدها أن هذه العائلات فقيرة، ومستحقة ولها كرامتها». لم تقتصر مساعدة إبراهيم للناس على المال فقط؛ بل ساعدهم بكل ما استطاع، وكان يبذل جهدًا حقيقيًا في هذا الأمر. كنت عائدًا من الجبهة. حين وصلتُ إلى ميدان خراسان، لم يبقَ معي أي مال. كنت متوجهًا إلى البيت مشيًا على الأقدام، وكنت متأكدًا من أنّني ما أن أصل إلى البيت، ستطلب مني زوجتي مالًا، وسيطلب أولادي، وكذلك صاحب البيت. لم أعرف إلى من ألجأ. أردت الذهاب إلى بيت أخي، لكن ّ أوضاعه هو أيضًا ليست أفضل من أوضاعي. وقفت عند تقاطع شارع «عارف» وصرت أفكّر. قلت في نفسي: «إنّ الله فقط سيساعدني، لا أعرف إلى مَن أذهب؟». كانت هذه الأفكار تتضارب في رأسي، عندما رأيت إبراهيم آتيًا من بعيد على دراجته النارية، يتّجه نحوي. حين رآني، ترجّل وعانقني بحرارة. بعد دقائق، حين أراد الذهاب، سألني: «هل تسلّمت راتبك؟»، قلت له: «لا لم أتسلّمه، ولكن لا يهم». مدّ يده إلى جيبه وسحب مبلغًا من المال. قلت له: «لا والله، قد تحتاج إليه أنت». قال: «هذا قرضٌ حسن، أعده لي حين تتسلّم راتبك». وضع المال في جيبي، ثم ركب على دراجته النارية وانطلق مسرعًا. كان لهذا المال بركة في حياتي، استطاع أن يحلّ كثيرًا من المشكلات. ولفترة من الزمن لم أعانِ من مشكلة مالية. في ذلك اليوم، أرسل الله إبراهيم إليّ. كم دعوت له!

[1]- الحكم الظاهرة، ج2، ص280.

[2]- القائد الأسبق للواء الرسولP.

 

Comments (0)

Rated 0 out of 5 based on 0 voters
There are no comments posted here yet

Leave your comments

  1. Posting comment as a guest. Sign up or login to your account.
Rate this post:
Attachments (0 / 3)
Share Your Location