القنبلة اليدوية

  قبل عمليات «مطلع الفجر»، اجتمع عدد من قادة الحرس والجيش في مقر «مجموعة أندرزكو» بهدف التنسيق. مضافًا إليّ وإلى إبراهيم، كان ثلاثة من قادة الحرس موجودين، وكان عدد من الشباب في الساحة أمام المقر يقومون بتدريبات عسكرية. كنا في وسط الجلسة، والكل يتحاور. فجأة سقطت في أرض الغرفة قنبلة يدوية! انخطف لوني من شدة الخوف، وانقطع نفسي برهةً. بما أنني كنت جالسًا متكئًا على الحائط في الغرفة، وضعت يديّ على رأسي وجلست القرفصاء ملتصقًا بالحائط! البقية مثلي التجأ كلّ منهم إلى زاوية. مرت اللحظات بصعوبة، لكن لم يحصل انفجار. فتحتُ عينَيَّ بهدوء، واسترقتُ النظر من بين يدَيّ. تفاجأت ممّا رأيت؛ رفعت رأسي، ناديتُ وعيناي مفتوحتان من الذهول: أبرام! فرفع البقية رؤوسهم، كلٌّ من زاويته. نظر الجميع، ووجوههم مصفرّة، إلى وسط الغرفة. كان المنظر عجيبًا. حين زحف الجميع إلى زوايا الغرفة، قفز إبراهيم ورمى بنفسه على القنبلة. عندها دخل مسؤول التدريب إلى الغرفة، وهو لا يتوقف عن الاعتذار: «أعتذر منكم، أنا خجول منكم. إنها قنبلة للتدريب، سقطت خطأ داخل الغرفة». قام إبراهيم عن القنبلة. وعادت الأمور... وحدثٌ كهذا لم يكن قد حصل لأي من الشباب، خصوصًا أنّ الحرب كانت في سنتها الأولى. بعد ذلك، تناقلت الألسن هذه الحادثة وعرف الجميع بها.

Comments (0)

Rated 0 out of 5 based on 0 voters
There are no comments posted here yet

Leave your comments

  1. Posting comment as a guest. Sign up or login to your account.
Rate this post:
Attachments (0 / 3)
Share Your Location